قسمي الكلام
*****
أخي القارئ العزيز، سأضع لك هنا كلاماً موجزاً، عن ما يدل عليه الكلام، رغبةً مني بتسهيل طرق المعرفة، لما يدل عليه الكلام، مخافة أن تبحر في طلب العلم، ويتشتت ذهنك، وتختلط عليك المعاني، فلا تستيطع الإلمام بما تحاول الوصول إليه من المعرفة، خصوصاً عند البحث عن معرفة الخصال الحميدة، أو ما يسمى الطيب، في مفهومنا الحالي، 0
أخي الكلام لا يدل مبدئياً إلا على دلالتين هما:
١- شيى،،ويسمى ذات.
٢- معنى، ويسمى أمر، وحكم . والطيب أو الخصال الحميدة من هذا القسم 0
الشيى جمع الأشياء وهو القسم الأول مما يدل عليه الكلام، وهو ما له له حجم يتمثل بجرم له عرض وطول ولون. ومن هذا القسم الأشخاص، والحيوانات والاشجار والاحجار، وكل شيئٍ تراه العين ٠ 0
ويسأل عن هذا القسم، بقول: ما هذا ؟
والمعنى أو الأمر، ما يدل على ما يعرف بالحواس الباطنة، غير الظاهرة، ويسأل عن هذا القسم بقول: ما المعنى، أو ما الأمر، أو ما الحكم 0
والقسم الثاني مما يدل عليه الكلام هو المعنى جمع المعاني، أو الأمر جمع الأمور، وهو ما لا تراه العين، بل يُرى بالشعور الداخلي ، مثل الظما، والجوع، والحب والكره ، ومن هذا القسم الخصال الحميدة، وهي ما يطلق عليها بالمفهوم العامي السائد الطيب ، وتسمى مكارم الأخلاق، مثل بعض معاني الدين مثل الإسلام والإيمان والإحسان، والتي يطلق على من تتمثل فيه مسلم ومؤمن ومحسن ، كذلك من المعاني، الخصال المحمودة مثل الشجاعة والكرم ، والشرف والعفة، والحكم، والحلم والعلم والتواضع ، والبر، والامانة ، الكبريا، والفخر، وغيرها ، كما من المعاني الخصال المذمومة الكفر، والمعصية، والفسق، والفجور، والجبن، والبخل، والكبر، والظلم ، والبهتان، الكذب ، وغيرها .
ومن قسم المعانبي، والفرح، والحزن، والضحك، والبكاء، وغيرها ، من المعاني التي تعرف بالشعور الداخلي قبل سماعها، بينما القسم الأول وهو الأشياء لا تعرف إلا بالعين، أو بالأذن، عند سماع الكلام، الكلام يُعرف به كلٌّ من المعنيين، أي كلٍ من المعنيين يسمع اللفظ الذي يدل عليه، ويعرف بالسمع، ولكن الشيئ يُرى بالعين، ولا يُرى المعنى بالعين 0
ولا ننسى أن الخصال تسمى صفات الإنسان، وعاداته، وهي معاني لا تُرى بالعين 0
وأن دلت عليها الأقول والأفعال، إلا ان دوافعها حواس باطنية 0
ملاحظة:
لا ننسى ان الفعل ( الحركة ) مثل القول ( الكلمة )، أي يدل الفعل على شيئ ( ذات )، أو يدل على معنى ( أمر، حكم )، فمَن يبني يدل فعله على شيئ وهو المبنى، ومَن يكرم يدل فعله على شيئ هو ما يقدمه من طعام الضيافة، أما ما يقدمه من كلمات الإحتفاء والترحيب فتدل على معنى 0
أما ما يدل على المعاني من الأفعال، هي مثل: يشرح، فهو يدل على الشرح،وهو معنى، وكذلك القراءة والغنى، فهي أفعال تدل على معاني0
أما الفعل يشر، فهو بمثابة القول، يدل على معنى او شيئ، فالإشارة والرمز يريد بهما صاحبهما من غيره معرفة معنى أو ذات 0
فكل فعل كما أسلفتُ يدل على شيئ أو معنى 0