الشيخ جهز بن شرار المطيري يمدح أهل العوالي من بني علي:
القصيدة الآتية للشاعر الشيخ/ جهز بن فازع بن شرار، شيخ ميمون، من عبد الله، من قبيلة مطير، في بني علي، من مسروح، من قبيلة حرب، سكان العوالي، في المدينة المنورة:المتوفي رحمه الله سنة 1359هـ:
يــا راكــب الـلـي كِـرّبـتْ بالحِـبـالـي من ساس جيش هتيم يمهر جملها
(1)- يمهر جملها: يضرّب لأنه أصيل 0
(2)- السابر: الرقيبة، أي الرجل الذين يذهب أمام الغزو ليطلع على مكان الإبل التي سيأخذونها، وعلى قوة أهلها، وعلى طريق العدوة عليه، وهي الأرض التي تخفي من يسير معها، حتى يبتزو الإبل فيهربوا بها 0
(3)- العوالي: إحدى ضواحي المدينة المنورة، خاصة ببني علي من حرب 0 الحوطة ملافي الجمالي: أي مدينة الحوطة التي هي ملتقىٌ لتواجد جمال المتبضعين من البادية، وجمال التجار الذين يستوردون البضائع0 يروى أن مناسبة هذه القصيدة، هي أن أحد تجار مدينة الحوطة، كان معرفة للشيخ جهز بن شرار، وذات مرةٍ من المرات التي يفد بها الشيخ جهز لحاجة من هذا التاجر، وهي مشترى بضاعة أو نحوها، لم يحفل هذا التاجر به كما يجب، فتذكّر كرم أهل العوالي، وإحتفاءهم البالغ في استقبال ضيوفهم، والذي من أهم ميزات هذا الكرم تركهم لأبواب بيوتهم مفتوحة لكل طارق يأوي إلى بيوتهم، فأنشد هذه القصيدة على سبيل معنى قول الشاعر العربي يقول:
نذمهم وبهم عرفنا فضلهُ وبضدهـا تتبيّـن الأشيـاءُ
أي: نذم الذين يشحون بفضلهم علينا، والذين هم من طبقة الممدوح، الذي نتذكر تميزه بالفضل والمعروف على من نقصدهم كما نقصده فيقصرون معنا في نفس الغرض الذي يفي به معنا، فلم نسبهم والتقصير والطولة أمران متضادان، لا يعرف احدهما إلا بمعرفة الآخر، فأغلب الأشياء لا يعرف الاختلافُ الذي بينها إلا بمعرفة أضدادها، أو بمقارنتها بأضدادها، فلولا الليل ما عرف النهار، ولولا البياض ما عرف السواد، وهكذا، ويقول شاعر آخر حول توفر ميزة الفضل في شخصٍ دون آخر:
ما زال يُؤمل من يومِكَ الغِنى وسواك مانـعٌ فضلـه المحتـاجَ
ويقول آخر:
شتان ما بين اليزيدين بالندى يزيـد الأغـر ويزيـد بـن حـاتـمِ
فلا يظن الأغر بأننـي هجوتُـهُ ولكننـي أحــب ذكــر المـكـارمِ
واليزيدان هذان توليا ولاية مصر في العصر الإسلامي في فترتين متتاليتين، أي لما انتهت ولاية الأول، حلت مكانها ولاية الثاني 0 فلاحظ الشاعر إن بين هذين الواليين اختلاف في الجود، حتى وإن كان كلاهما والي، وكلاهما يدعى يزيد، وكلاهما متتاليين الولاية، فيزيد بن حاتم أجود برأي الشاعر من يزيد الأغر0
والجدير بالاشارة إليه إذا ما أردنا أن ننصف من أنفسنا ونعطي رأينا الشخصيّ حول الشخص المذموم بهذه القصيدة، بغض النظر عن معرفة تفاصيل القصة، لأن ذلك يعرفه الشاعر لا نعرفه نحنُ، هو أن نقول الحقيقة إن الإنسان مسيّر غير مخير، وكل إنسان خطّأ، وخير الخطأئن التوابون، والمثل الشعبيّ يقول: " تحضر وتغيب "، أي لا أحد يرضى على نفسه، ولا على قومه بالسمعة السيئة، ولكن التوفيق لفعل الجميل مقيّد بالحظ، ولا ننسى إن القيام مع القدرة، وإن الشيخ جهز بن شرار معروفٌ عنه الصدق، حتى مع أعدائه، ولم يقل هذه القصيدة إلا للحث على فعل الفعال المحمودة، وتنبيه من يفوت عليه فعلها، والعرفان لمن يقوم بأدائها
تم تحرير الموضوع بواسطة :نافل علي الحربي
بتاريخ:20-10-2019 07:40 مساء