• ديوان الشاعر نافل علي الحربي
  • الرئيسية
استرجاع كلمة المرور
التسجيل
  • مشاركات اليوم
  • المنتدى
  • مواضيع حصرية
  • الصفحات▼
    الصفحات
    مراسلة الإدارة
    قناة يوتيوب نافل علي
    سياسة الخصوصية
    فهرس الموقع ديوان نافل



دليل مناهج بعض المجاهل في الأدب والمداهل والمناهل مقدمة دليل مناهج بعض المجاهل   في الأدب والمداهل والمناهل
مقدمة دليل مناهج بعض المجاهل   في الأدب والمداهل والمناهل - ديوان الشاعر نافل علي الحربي

الملاحظات
اثبت نفسك من خلال مشاركتك الجاده


آخر المشاركات
  • للي ورقهم لايذٍ من وراء الشوك
  • يوم القبايل بين صوله وجوله
  • رعا القراده ما يخلي القراده
  • لو جيت ابى اسلا ما حصل لي تسلي 
  • بعض الرجال بهيكل الشكل ديكور
  • يا ابن آدمٍ من انته مخلد بالأزمان
  • وقتٍ نسايف له على ما يراضيه
  • يا العبد لا كفيت ضرك وشرك
  • يا مكرمٍ ضيفك على شأن يعطيك
  • من غرائب التصرفات

  • الاهداءات
  • admin من :قلب السعودية يشرفنا ويسعدنا انضمامك إلى منتديات الشاعر نافل علي العلوي الحربي
    اضافة إهداء▼
    (المعذره .. غير مسموح للزوار بإضافة الإهداءات, الرجاء التسجيل في المنتدى)


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في ديوان الشاعر نافل علي الحربي، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .


مقدمة دليل مناهج بعض المجاهل   في الأدب والمداهل والمناهل

المقدمة بقلم : المؤلّف عزيزي القارئ إليك هذا الديوان الذي سميته quot; دليل مناهج بعض المجاهل في الأدب والمداهل ..


لا يمكنك الرد على هذا الموضوع لا يمكنك إضافة موضوع جديد


  • حالة الموضوع : مثبت
  • أدوات الموضوع
    icon تحميل محتوى الموضوع
    icon عرض نسخة صالحة للطباعة
    icon أرسل هذا الموضوع إلى صديق
 صورة نافل علي الحربي الشخصية
نافل علي الحربي
نافل علي الحربي
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن مواضيع العضو: نافل علي الحربي
البحث عن ردود العضو: نافل علي الحربي
مدير المنتدى
من مواضيع :نافل علي الحربي
للي ورقهم لايذٍ من وراء ا ...
يوم القبايل بين صوله وجول ...
رعا القراده ما يخلي القرا ...
لو جيت ابى اسلا ما حصل لي ...
بعض الرجال بهيكل الشكل دي ...
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 27-07-2019
رقم العضوية : 2
المشاركات : 1057
الدولة : السعودية
الجنس : ذكر
الدعوات : 1
قوة السمعة : 110
موقعي : زيارة موقعي
السكن : حفر الباطن
غير متواجد
افتراضي مقدمة دليل مناهج بعض المجاهل   في الأدب والمداهل والمناهل
19-08-2019 06:18 مساء

 
المقدمة
    بقلم : المؤلّف
عزيزي القارئ إليك هذا الديوان الذي سميته " دليل مناهج بعض المجاهل   في الأدب والمداهل والمناهل "، وأمل أن يكون دالاً على ما يدل عليه اسمه، كما يقال:" المكتوب يعرف من عنوانه " فقد اجتهدت بكل ما استطعت أن أجعل من هذا المؤلف دليلاً يشرح ما غمض فهمه من بعض المسائل التي نتداولها كتراث، انتقل إلينا من الأسلاف، ولكنه لم يستوفِ حقه من الشرح والتعليل من قبل بعض الكتاب والرواة، ومن ذلك طرح بعض الأشعار التي تحتاج إلى مزيدٍ من الشرح والتوضيح،وبعض الأماكن التي يرد ذكرها في كثيرٍ من الأشعار القديمة، وهي غير معروفة بهذا العصر بهذا الاسم الذي وردت به، أو معروفة به حالياً ولكن لا يدرى أهي المقصودة أم غيرها، وذلك لاختلاف صيغ التعبير، ومدلول المفردات التي تكتب عنها، والمفردات التي تعرف بها في عصرنا الحالي،مع اختلاف في مفهوم الأشعار التي تعتبر سجلاً تأريخي لحياة الأمم عبر الأزمان المتعاقبة، والتي يعرف من خلالها الكثير عن حياة أهل عصر كل شاعر، كأسماء الأماكن وأصحابها، ومريئها و وخيمها، والمناهل وعذبها ومالحها، والمنازل ونوعها، ووسائل الركوب، ووسائل النقل، والهوايات التي يمارسونها، والأمنيات التي يطلبون أن تقدر لهم في عصورهم، وكثيراٌ مما يجسد أفعالهم ومعتقداتهم، وإلى ما هو غير ذلك من أمورٍ سياسية أو حربية أو ظروف مناخية وبيئية، فعند ما ننظر إلى أشعارهم نجدهم قد تطرقوا بها إلى جميع 
الأغراض الشعرية، التي تحاكي حياتهم وما يطرأ عليها من ظروف وتغيرات 0 وبما أن بعض الأشعار الفصيحة 
تعني أموراً لم تغير من عصرٍ إلى عصر،وتدل على تداول الشعر قديماً الذي لا يختلف عن تداوله حديثاً فقد ضمنت هذا الديوان بهذه الأشعار الفصيحة،والأمثال العربية الفصيحة، بغية زيادة توضيح المعاني، التي قد لا يستطيع البعض تقريبها من بعضها لما بينها من تشابه، وتناقض وقرب وبعد، واختلاف في الأغراض والظروف،
والقيم الإنسانية، والأخلاق و الآراء في أغلب الأحيان بين الخلق، للاستفادة بأكبر قدراً منها إن شاء الله 0 
فدعني عزيزي القارئ أحدثك عن الشعر الذي هو العنصر الأساسي في مجال التأليف، حيث أي موضوعٍ ليس 
فيه شعرٌ تقل قيمته أو لا يكون له أهمية مطلقاً، وهل حفظت القصص التي لم يقل فيها شعرٌ ؟ 0 الشعر مأخوذاً من الشعور وهو الإحساس، فالشعر سمي بهذا الاسم لأنه يشعر السامع والمتذوق لمعانيه بما يحمله من صورةٍ للكلام تؤثر على الوجدان، فتجعله يستيقظ لاستيعاب المراد ذكره، والكلام عنه، بشكلٍ أكثر فهماً وقبولاً وتفاعلاً، وذلك لأن الشعر كلام موزون على تجانس لفظي، يعطي الكلام تناغماً وتناسقاً، وموسيقى منسجمة متناسقةً، مما يكسب الكلام تأثيراً عاطفي، وتنشيط وإنعاش للضمير من الكبت والانطواء، فيجعل الغامض ظاهراً، والعالي ساقطاً، والوضيع رفيعاً، والرفيع وضيعاً، ويعلق بالنفوس علوق النار بالهشيم، ويسمعه القريب والبعيد، وتداوله الأجيال عبر العصور المتتالية إلى سرمدٍ مديد،وللشعر مراتب من التأثير والجودة، وذلك يعود إلى شاعرية شاعره ومدى ثقافته واطلاعه، واهتمامه بصناعة الشعر وبلاغته 0 
أعذب الشعر أكذبه
كما أن للشعر خاصية  تمنحه التفضيل على ما سواه من الكلام، في حين لا مجال لذكر الكلام الذي ليس شعر، ذلك لتذوق الشعر والترويح عن النفس في موسيقيته وأحاسيسه المنبعثة من مكامنها على أنغامه، وغرابة ما يصفه، وذلك انه يقول ما لا يقال في الكلام العادي، وانه يجعل من الصفات الذميمة صفات ممدوحة، ومن العيب شرف، ولهذا قيل: " أعذب الشعر أكذبه " وذلك لأنه يرفع قدر صاحبه وأن كان وضيعاً، ويجعل له حجةً عند ما يكون مقطوع الحجة، وإن كان ذلك مقصوراً على تحكيم العقل، وإدراك ما ينفع ومالا ينفع، إلا أن الشعر، لايقف عند حدٍ معين، من حدود الأمور الحياتية، وهو ليس سواء تمثيلاً في أغلب مقاصده ومغازيه، لأمورٍ متعددةمنها الواقعية، ومنها الخيالية، التي تعرف بالعقل، لا بالتجربة والعادة، وإنما يقبلها العقل لكونها شعراً، لا من أهدافه التي منها ما لا يتجاوز تحريك المشاعر ودغدغة الوجدان، فمن أكذب الشعر الذي ربما يكون من أعذبه عند بعض من يتلقاه ويتذوقه، ما يصور لقائله حجة يدافع بها عما يتصف به من صفات ممقوتة في نظر المجتمع المحيط به، وينقله من كونه مجهولاً خامل الذكر إلى مشهوراً شائع الصيت، حتى ولو اختلق عذره مما يعاب على  فعله غيره، أما هو فلا يعاب عليه لأنه شاعراً يصور الأمور بخياله، وتصوراته، ولا من النظر إلى شعره من منظور التصديق والاقتداء، بل من منطلق النظر إلى كون شعره إلزام ما لا يلزم وقول ما لا يقال، لكونه شعراً يعتمد فيه على الخيال والتصوير، أعطى النفس مخرجاً في حرية الكلام بلونٍ من الكذب الأبيض أو الذي أزره على قائله،
كما يرى ذلك البعض، مما يخشى أن يجر إلى استجواز ما هو أغلظ من ذلك أزراً، وهذا لا يصدر عن إنسان يتمتع بمنـزلةٍ محترمة بين الناس 0 وكان عليه أن يضع نفسه موضعاً حسناً، ليرضى المجتمع عن سلوكه و أخلاقه بأفعاله وأقواله لا بأقواله فقط 0
من أخطاء الرواة
كما لا ننسى أن للشعر معاني قد توضع بغير موضعها الصحيح، كما هي الحال في بعض الأخطاء التي ذكرتها في باب المنوعات من هذا الكتاب، ومن هذه الأخطاء على سبيل المثال، قول الشاعر محمد القاضي :
لا يفتخر من جاد جده وخاله = هي بالهمم لا بالرمم مثل ما قال
الجمر يمسي كالخلاص اشتعاله = ويصبح هميدٍ خامدٍ هامدٍ بال
    والذي وجدت أحد الأدباء قد قال عنه، بعد ما أورده،المعنى: " يقول في البيت الأول لا يحق للمرء أن يفاخر بنسبه لا من ناحية أبيه وجده، ولا من ناحية أخواله، لأن هذه الأمور لا أهمية لها وإنما الأهمية والاحترام للرجل العصامي " 0  والصحيح إن المعنى: إن الشاعر يشير للمثل القائل : " النار لا تخلّف إلا السماد " وهو مثلٌ يضرب في ممن كان أبوه طيّب، وهو خائب، فيقول لا تكون أيّها الشاب ممن يقال عنهم هذا المثل، بل كن كأجدادك، فإن طيب أجدادك لا يفيدك شيئاً ولا يعزك بين الناس، وإنما الذي يجب أن تفتخر به وتعتز به هو أفعالك، أما أفعال السلف فليس كافئةً للمرء وحدها أن يفتخر بها 0 فالقول للفتى كان أبي طيباً، لا يقلل من قيمة الفتى وليس به عيبٌ عليه، ولكن المقصود أن النافع للفتى عند الناس فعل الفتى نفسه، لا فعل أبيه، وكذلك إن ما يجب أن يفتخر به الفتى لأنه يعود عليه بالنفع هو فعله لا فعل أبيه، أما فعل أبيه إذا كان غير مرغوبٍ فيه لتفاهة أفعاله، فلا يفيده 0 ولنعرف مثل هذه المعاني علينا إن ننظر للقصيدة، أهي نصح أم هجاء، أم غيره، فإذا كانت نصح وإرشاد وحث على الأفعال الحميدة، كقصيدة القاضي، فكيف نظن إن ينهى عن ذكر محاسن الأموات، وينصح بعدم الافتخار، بأفعالهم، ولكن ذلك هو المقصود من شعره، لكان يقصد إن علينا أن نترك أفعال من سبقونا من الأباء، ونعتبره لا يفيدنا، وبهذا يكون هو نفسه من المقصودين، فكيف يريد منّا أن نعتبر شعره، وهو من الرمم، بل علينا إن نعتبر ما نراه، لا ما يراه الأسلاف، وهذا تفسيراً غير صحيح 0 
وهذا الأديب الذي قلت إنه يعتبر قول القاضي نهياً عن الافتخار بأفعال الرمم، وحصر الفخر بما يفعله المرء نفسه فقط، أتى أيضا بدليل آخر يقول إنه عكس ما قاله القاضي، وهو قول الشاعر محمد العوني الآتي مثلاً، وهو قوله من قصيدةٍ له ألفية :
الجيم جنب عن رديّ الطماعه =  وصادق صديقٍ لك ترى به شجاعه
ترى رديّ الخال ما به بتاعه = وتراك من عز المباري تعزّا
    فيقول المعنى: " ان من كان خاله جبانا لا يمكن أن يكون شجاعا، على عكس نظرية القاضي 0 يعني: إن القاضي يعنى إن المرء قد يكون شجاعاً، حتى وإن كان خاله جبانا، والعوني عكسه " 0 بينما الاثنين على معنى واحد، وليس بينهما اختلاف بالآراء، وإنما القاضي يبني معانيه على أمثال وقصائد قديمة، هي مثل " النار لا تخلّف إلا السماد " وهو الدارج بين الناس،ويفسر ذلك قول الشاعر أيضا:
الولد لا طاب طيبه من خواله =  وإن تردّا قيل جا للخايـبينـي
       أي ينسب طيب أو رداء الولد إلى أخواله، فيقول القاضي، لا تدع نفس رديئاً إذا كان أخوالك أردياء، كما في الأمثال، وكذلك فإن طيب أخوالك أو أبيك، لا يفيدك شيئاً عند الناس، إذا كنت أنت غير طيّب 0
ويقول إن مثل القاضي، قول الشاعر:
موت الفتى دون المعزه والأموال = من فوق قباءٍ واردٍ كالنداوي
في ساعةٍ يثني بها عرب الأخوال = وينير بـها الخايب بناخي الشواوي
أخير من صبرٍ على غبن وإذلال = اليا عاد موت الكل بأمرٍ سماوي

 
محمود الأدب
واستشهد أيضا بالبيت العربي:
 إن الفتى  من يقول ها أنا ذا = فليس الفتى من يقول كان أبي
         وهذا احتمال وارد، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: " اختاروا لنطفكم، فإن الخال أحد الجضيعين " والحث على ذلك، من باب الحث على الأفعال الحميدة، وذمّ الأردياء ذمّاً غير مباشر غالباً، احتقارا لفعالهم المشينة، يقولون هذه الأقوال حثاً على الفضيلة، وتنفيراً من الرذيلة 0 والبيت الفصيح السابق، لا يعني الأفعال دون
 العلم، بل يعني النصح بتعلّم الأدب، وهو تعلّم العلوم النافعة، والمعارف عموماً، مثل معرفة اللغة، وأساليب الكلام، التي يستطيع بها صاحبها اتخاذ أفضل أساليب الكلام المفيدة، ودليل هذا البيت بيتٌ قبله،هكذا: 
كن ابن من شئتَ واكتسب أدبا =  يغنيك محموده عن النسبِ
إن الفتى  من يقول ها أنا ذا = فليس الفتى من يقول كان أبي
       فهو يقول متى وجدت أديباً، فلن ينظر إلى نسبك،وهذا يعني أن النسب أي الأفعال الحميدة للأهل مهمة في حياة الناس، ولولا ذلك لم يقل يغنيك عن النسب 0 ولكنّه يحث على الأدب والذي من معانيه التحرّز من الوقوع في الخَطَل، وهو الخطاء في المنطق، الذي قد يؤدي بحياة مرتكبه، ودليل ذلك،قول الشاعر العربي :"أصالة 
الرأي صانتني عن الخطلِ" أي جودة الرأي وهو ما اعتقده الإنسان وأرتآه، والإصابة في التدبير 0
الحث على اختيار الأنسب
ومن النصائح المأثورة في هذا المجال، وهو الحث على النظر في المنشأ الحسن، واختيار النسب الصالح، قبل الزواج، قول الرسول(ص): "اختاروا لنطفكم، فإن الخال أحد الضجيعين"، وقوله: " إياكم وخضراء الدمن " وهي كناية عن المرأة حسناء المنظر قبيحة المخبر، وكما في بعض الأبيات السابقة كأبيات العوني، في اختيار الصديق الأفضل، وغيرها،وقول حادي الخيل:
عرّب وليدك عرّبه = النار من مقباسها
العز ببطون النسا = اللي عريبٍ ساسها
وبنت الردي لا تعجبك = لو هي طويلٍ راسها
وبيتي الشعر العربي الفصيح الآتي:
لا يغرنّك من خطيبٍ خطبةٌ = حتى يكون مع الكلام أصيلا
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما = جعل اللسانُ على الفؤاد دليلا
        


فهو يقول أن أصالة المرء أثبت لتصديقه من أقواله التي مرجعها قلبه والقلب يتقلّب،أما الأصالة وهي ما قدّمه المرء من عملاً صالحاً،أو ما يعتز به من شرف الأباء ومزاياهم الكريمة،فهي شاهد للأقوال التي لا يدعمها شرف أصل، ولا صالح عمل، والتي قد تكون نوع من السفسطة ( 1 ) 0 وحتى لا أكون مخطئا لبعض الرواة الذين قد يجدون ببعض الأقوال من الأشعارٍ أو الأمثال نوعاً من الاختلاف في الآراء، فأقول إن التناقض بين لأقوال، موجود في كثير من المجالات، وإن لم يكن بين الشاعرين الذين سبق ذكرهما اختلاف إلا أن هناك الكثير من المتناقضات في الأقوال،وخصوصاً في مجال أصالة النسب، أو عكسها، فلو رأينا ما يذهب إليه شعراءنا لفهمنا ما المقصود منه، فهم يتطرقون إلى مدح الأفعال الحميدة، ويعدونها أصالة، ولا يقصدون بأقوالهم الأًصل المقصود به معرفة أب القبيلة أو عدم معرفته، كالذي يسمع من عامة الناس عن أن هذه القبيلة أصيلة وتلك غير أصيلة، والذي ليس من موضوعنا بشيء، ومن العيب كل العيب أن نتطرق إليه ( 2 )، وإنما المقصود بكلامنا هنا هو كلام الموهبة الشعرية أو الأدبية الذي يخرج أصحابه فيه على المألوف أحياناً، بشيءٍ من التنافس وإيراد الحجج الدامغة، التي تودي أحياناً إلى تقريب وجهات النظر، فيما بين من اختلفوا بين أمرين، وإيجاد عذر عند تعذّر العذر،وهو ما يسمّى بـ" أعذب الشعر أكذبه "، أو التغاير في الأقوال، مثل إن يمدح الشاعر من سبه في الأمس، أو 
يسب من مدحه 0 ومن ذلك مدح من أجمع الناس على ذمه، بأسلوبٍ شعري أو أدبي، فقد استشهد بعض الأدباء على ذلك بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الدنيا : إنما الدنيا دارُ صدقٍ لمن صدقها ودارُعافية لمن فهم عنها، ودارغنى لمن تزوّد منها، ودارُعظةٍ لمن اتعظ بها 0 أجمع الناس على ذم الدنيا غير أن الإمام علي يمدحها عند من يستطيع الانتفاع فيها 0 ومن الأقوال التي تعتبر أكثر شمولاً ووضوحاً، وأوفى معنى وأغزر حكمة، قول الشاعر معروف الرصافي: 
وشرّ الناس ذوو خمولٍ = إذا فاخرتـهم ذكروا الجدودا
وخير الناس ذو حسبٍ قديـمٍ = أضاف لنفسه حسباً جديدا ( 3 )
ومن الأقوال التي تمجّد الأباء:
لنا والدٌ لو كان للناس مثلهُ = أبٌ آخر اغناهم بالمناقب
فهو يقول لنا أبٌ، لو كان للناس أبٌ مثله لأغناهم بالفعال الكريمة، والمفاخر، والخصال الحميدة، والأخلاق الجميلة التي عُرف بها 0 وأما معنى قولي الموهبة الأدبية  فأعني كقول الشاعر العربي: كن ابن من شئت واكتسب أدباً، أو قول الآخر: أصالة الرأي صانتني من الخطل، أو كما تصرّف الحجاج بوصف نفسه، ليُرى مناسباً للمسؤولية المطلوبة، عندما قال الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان: هل من ممهد لأهل العراق بسيفٍ قاطع، وذهنٍ جامع، وقلبٍ ذكي، وانفٍ حمي، فيخمد نيرانها، ويردع غيلانها ( 4 )، وينصف مظلومها، ويداوي الجرح، حتى يندمل، فتصفو البلاد، وتأمن العباد، فسكت القوم، ولم يتكلم أحد فقام الحجاج، وقال: يا أمير المؤمنين، أنا للعراق 0 قال: من أنت لله أبوك ( 5 ) ؟ 0 قال: أنا الليث الضمضام ( 6 )، والهزبر الهشام ( 7 )، أنا الحجاج بن يوسف 0 قال: ومن أين ؟ 0 قال: من ثقيف، كهوف الضيف، ومستعملوا السيف 0 قال: اجلس، لا أم لك، فلستَ هناك( 8 )، ثم قال ما لي أرى الرؤوس مطرقة ؟ والألسن معتقلة ؟! فلم يجبه أحد 0 فقام الحجاج، وقال: أنا مجندل الفساق، ومطفئ نار النفاق0 قال عبد الملك: ومن أنت ؟قال الحجاج: أنا قاصم الظلمة، ومعدن الحكمة، الحجاج بن يوسف ، معدن العفو، والعقوبة، وآفة الكفر والريبة 0 قال عبد الملك: إليك عني، وذاك فلستَ هناك، ثم قال: من للعراق؟ 0 فسكت القوم، وقام الحجاج، وقال: أنا للعراق 0 فقال: إذن أظنك صاحبها، والظافر بغنائمها، 00 إلى آخر ما للحجاج من كلامٍ يدل على حسن التصرّف، وقوة الحجة، وبليغ الحكمة 0 كما أننا نلاحظ هذه المرئيات التي 
تشبه المتناقضة حتى في المذاهب الأدبية عند الدول المتقدمة كفرنسا، مثل مذهب الإبداعية التي حمل لوائها شباب ذوو أفكار سطحية، وهم من الطبقة المتوسطة ( البرجوازية ) ضد الطبقة العالية ( الأرستقراطية )، تحتقرها وتتشفى منها ( لأنها لا تستطيع الوصول إلى مستواها )، فكان هدفها أن تقضي على كل ما ينتمي إلى المرحلة الماضية، ومنها خصائص الأدب 0 فهي عكس الاتباعية ( 9 ) 0 وأدب ذاتي لا موضوعي 0 حرّرت الشعر من قيود القافية 0 قيل أنه لم يبق من أثر الإبداعية في الأدب العربي اليوم سواء مسحة غنائية 0 وتتمثل الإبداعية بأخذ موضوعاتها من الواقع على غير أساسٍ واضح،  تحدث عن ظلم التقاليد للإنسان المظلوم، وتطالب بنوعٍ من الاشتراكية والتمرد على الواقع، ومن شعاراتها: الحرية، والمساواة ، والعدالة،فلم تلبث أن فشلت وسقطت 0 

 حاشية:
( 1 )- السفسطة: الاستدلال والقياس الباطل أو الذي  يُقصد به  تمويه الحقائق 0
( 2 )-   يروى أن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، دخل على هشام بن عبد الملك، فقال له هشام: بلغني أنك تحدث نفسك بالخلافة، وأنت لا تصلح لها، لأنك ابن أمَة 0 فأجابه زيد هادئاً: أما قولك إنني أحدثُ نفسي بالخلافة، فلا يعلم الغيب إلا الله، أما قولك إنني ابن أمَة، فإسماعيل عليه السلام ابن أمَة، أخرج الله من صلبه خير البشر، محمد (ص)، وإسحاق ابن حرّة، أخرج الله من صلبه يعقوب، ومن يعقوب أخرج الله بني إسرائيل، يحملون شرور العالم إلى 0 يوم القيامة 0 انظرقصة ابن بحير ووطبان الدويش، بعنوان " طرفة  "، في باب الخيل، من هذا الديوان، والتي منها قول ابن بحير:
الطيب أخذته غصب من غير منّه =  والأصل ما ينفع على خامد الريح
( 3 )-  الحَسَب: شرف الأصل وما تعدّه من مفاخر آبائك 0
( 4 )-   غيلانها: يعني به: الشر، والحقد الباطن، والخديعة، والقتل غيلةً أي خديعة 0
( 5 )-   لله أبوك: لله الفضل و المعروف لإحسانه بأبيك 0
( 6 )-   الضمام: الأسد الجريء 0
( 7 )-   الهزبر: الأسد 0 الهشّام: شديد الهشم، أي قوي الدق، والتفتيت للعظام 0
 ( 8 )-  لا أم لك: بمعنى لا راحم لك 0 لستَ هناك: ما أنت متكأفئاً مع من هناك بالفعل 0
( 9 )-   الاتباعية: مذهب أدبيّ  وضعت خصائصه المدرسة الأدبية في القرن السابع عشر وحتى الثامن عشر، في فرنسا وانتشرت في أوربا، نشأت عن عوامل وظروف اجتماعية  عامة، مثلها الأعلى الأدب اليوناني 0 من أهدافها أنها تعبّر عن أفكار طبقة الأشراف أو الطبقة العالية ( الأرستقراطية )، والتي من خصائصها  أن ساد الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتحكيم العقل، ومحاكاة الحكمة والشرف والواجب والصدق والوفاء 0 فيرون أن العقل يمسك بلجام العاطفة ويكبحها، ويدل على ما يحاكى به القدماء، فليس كل ما لديهم يُقلّد 0 وضعت أسس دون غيرها لكلٍّ من أشكال الأدب شعراً، أو قصةً، أو مسرحية، أو غير ذلك، عماد هذه الأسس ما سبق الإشارة إليه من أهدافها 0


                                                                                                                   
     
  • اقتبـاس ،،
  • إقتباس متعدد ،،

23-08-2020 01:58 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
 صورة نافل علي الحربي الشخصية
نافل علي الحربي
نافل علي الحربي
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن مواضيع العضو: نافل علي الحربي
البحث عن ردود العضو: نافل علي الحربي
مدير المنتدى
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 27-07-2019
رقم العضوية : 2
المشاركات : 1057
الدولة : السعودية
الجنس : ذكر
الدعوات : 1
قوة السمعة : 110
موقعي : زيارة موقعي
السكن : حفر الباطن
غير متواجد
افتراضي مقدمة دليل مناهج بعض المجاهل   في الأدب والمداهل والمناهل

النواحي السلبية
ولستُ هنا اهتم بهذا الجانب لشيءٍ كاهتمامي ببعض النواحي السلبية التي لها تأثيرٌ سلبي على ديننا وأدبنا ولم يأخذ حقه من الإيضاح والتبيين، لمن يجهله شيءٌ مما ترمي إليه براعة بعض المفلقين في تزويق وتنميق الكلام، والذين ينصح الشاعر العربي الفصيح بأن لا نكون على شاكلتهم، فيقول:
وما من كاتبٍ إلا سيفنا = ويبقي الدهرُ ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيءٍ = يسرّك في القيامة أن تراه
ومن ذلك ما ذهب إليه  الشاعر امرؤ القيس ( 1 ) مثلاً، عند ما كان أبوه ملك قبيلة، وكان هو ماردا فاسد الأخلاق يعاقر الخمر، ويطارد الفتيات الحسان، فأدبه أبوه فلما لم ينجع فيه التأديب، طرده، فأخذ ينشد الأشعار، مخالفاً لما عليه أهل عصره، وعليه غيرهم من نشأة الدنيا إلى قيام الساعة، من أن الشرف والعفة أساس الأمور التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، وأن العشق دلالة واضحة على الشرف والعفة والشجاعة، فتجدهم لايبني منهم شاعرٌ قصيدة إلا شببها بالغزل حتى وأن كانت مدحاً لذي شأنٍ كبير، كما في قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول (ص)، التي استهلها بذكر عشيقته، ثم أخذ يمدح النبي (ص)، أما من كان منفياً لسوء عمله، وممقوتاً عند كل من يعز عليه ما يفعله، ويسرّه أن يعود إلى الاستقامة والصلاح، وعند من يخشى سؤ تصرفه، أو يخشى أن يعاب عليه خدنه ومجاراته، فإنه وأن ذكر أن له عشيقة من باب الخيال الشعري، وصرف نظر السامعين عما هو عليه من مخالفة الأبطال الذين محبوبين عند الفتيات لشجاعتهم وحسن ذكرهم، إلا أن عشيقته باسم مستعار غير معروفة، أو دون ذكر اسمها، فبدلاً من أن يتحدث عن عفتها تحدث عن فجورها، ولعله يقصد بذلك افتراء حجة وهمية ليثير غضب قومه عليه، وليولّد لديهم التشكيك بشرفهم، فيجعل من الغزل هجاء، كقوله :
كدأبك من أم الحويرث قبَله = وجارتها أمّ الرباب بمأسلِ ( 2 )
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزةٍ = فقالت لك الويلات إنك مرجلي ( 3 )
تقول وقد مال الغبيط بنا معاً =  عقرت بعيري يا أمرؤ القيس فانزلِ
أفاطم مهلاً هذا التدلل = وإن كنتِ قد أزمعتِ صرمي فأجملي
  
           
إلى قوله:
وبَـيضَةِ خِـدرٍ, لا يُـرامُ خِـباؤُها = تَـمَتَّعتُ مِـن لَـهوٍ, بِها غيرَ مُعجَلِ
 تَـجاوَزتُ أحـراساً إلـيها ومَعشَراً = عَـلَّي حِـراصاً لـو يُسَرٌّونَ مَقتَلِي 
فـقالت يَـمينُ اللهِ مَـا لَـكَ حِيلَةٌ = ومـا إن أَرَى عَـنكَ الغَوايَةَ تَنجَلِي
أليس ذلك من أكذب الشعر ؟ ! لم لا ، وهو مجاهرة بالفجور وفاحشة وأسوأ السبل في الدنيا والآخرة، وليس من الفخر بشيء، ولا يتجرأ على التفوّه به أيّ إنسانٍ يؤمن بالحساب 0 فمن الدلائل على أنه كاذباً كونه يرمز إلى اسم عشيقته بأسماء مستعارة كثيرة مثل بيضة الخدر، وأم الحويرث وفاطم أي فاطمة، وعنيزة ونحو ذلك، على عكس ما عليه الشعراء الشرفاء الذين لهم معشوقات حقيقةً فيصرحون بذكر أسمائهن، ويرون أن من الفخر أن يكونون معشوقين، فالدعارة لم ولن تكون فخراً لصاحبها حتى وأن كان هناك من هو فاسد الخلق، فهو لا ذكر له بين الناس ولا يألفون الاختلاط به، والحديث عنه 0 فيصدق على ذلك قول الرب جلا وعلا : " يقولون ما لا يفعلون " 0 فالأمر واضح أنه لو كان يقصد بذلك أنه فاعل لهذا الأمر المشين لما قال عن نفسه أمراً يعاب عليه، ولكنه إذا غضب الإنسان قد يقول في من غضب عليه كلاماً غير طيب لإغضابه، كأن يعيره بشرفه الذي هو أعز ما يملك ، وينسب فعل ذلك إلى نفسه ، حتى لا يدع مجالاً لتكذيب ما يقول، ولهذا قالوا في المثل : " عثرة القدم أسهل من عثرة اللسان  "، وقال امرؤ القيس نفسه:
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه = فليس على شيءٍ سواه بخزانِ  
فلم يقف أمرؤ القيس عند هذا الحد من أن اللسان، أهم ما يمكن أن يصون صاحبه، أو يهلكه إذا مس به شرف غيره، وتلفظ بما فيه إهانة لغيره، وإنما أخذ يقتل أي بنتٍ تولد له، مخافة أن يقال عنه ما قال هو عن غيره، حتى أن بعض زوجاته تخفي بنتها عند غيرها وتشيع أنها ماتت إذا كان قد طلقها، فيبحث عن البنت حتى يجدها فيقتلها ومن الحكم التي قالها أمرؤ القيس، اعترافه بقناعته من السعي في كل بلدٍ، في الحصول على العودة سالماً وهو قوله :
وقد طفت في الآفاق حتى = رض يتُ من الغنيمة بالإيابِ
وقوله:
لعمرك ما سّعْدٌ بخلّة آثمٍ = ولا نأناءٍ يوم الحفاظ و لا حَصِرِ
فهو يقسم بعمر المخاطب أنه لا سعادة في صداقة مذنبٍ أو فاسد، ولا بصداقة ضعيفٍ عن حفظ شرفه ومحرمه، ولا كارهٍ للنساء 0 فكأنه يعترف بأنه لا فخر بفحشه بذكر النساء، ولا بمن يضعف عن حمى ما في ذماره مما يجب عليه التغضب له والدفاع عنه 0 وأشتهر من الشعراء الشعبيين الشاعر بصري الوضيحي، بطرق الغزل الهزليالمبطن، كما طرقه امرؤ القيس، وسلكا فيه مسلك من أضنت كاهله قيود العادات والتقاليد، وسُقط بيده دون تحقيق ما يطمح إليه، فعزى ذلك إلى أمرٍ غير ما عليه الناس، يشدّ من أزره فيه الشعر، حتى تُحاك حول هذاالنوع من الشعراء بعض الأساطير الخرافية، التي تستند إلى تفسير بعض أشعاره الموهمة بشيءٍ وهو غير صحيح 0 وإلا لماذا عنترة بن شداد العبسي الشجاع المشهور بشجاعته لم يعزز صدق شجاعته وجراءته بفعل مثل هذه الأمور، بل وصف نفسه بعكس ذلك، على الرغم من أنه جاهلي عاش قبل بعث النبي ( ص )، ومع ذلك يقول :
يا شاة  ما قنصٌ  لمن حلّت  له = حرمتْ عليّ وليتها لم تحرّمِ  
فهو يقول عن جارته التي يرى أنها في حماه، ومن واجبه أن يحميها من الأعداء، يا شاة قنص، أي كما يقال في العامية: " شاة الذئب " أي التي معرضة لأكل الذئب إياها لعدم وجود من يحميها منه، وذلك إذا وجدت مفقودة، وهو يعني بها التي ليس لديها رجالٌ يحمونها سواه، فهي كالمفقودة، بدليل أنهم يأتون إليه قومه إذا غزي عليهم ويطلبون منه أن يدافع عنهم 0 فيقول: حرّمت علي، ومن الذي حرّمها عليه، وهو في العصر الجاهلي، وفي هذا دليلٌ على معرفة وتمييز الحلال من الحرام بما غرزه رب العالمين بالأنفس من الغرائز،وبما ألهمها من معرفة مالها وما عليها 0 كما ألهم الحيوانات بمعرفة ما ينفعها وما يضرها من الأشجار المريئة النافعة أو الأشجار السامة الضارة، وكره إليها رؤية السباع المفترسة، وحبب إليها قرب ما لا يضرها من أشجارٍ تلوذ بالاختفاء خلفها، أو بشر عهدت فيهم الأنس والرفق 0 وأين ذلك من قول العباس بن الأحنف ( 4 ) :
لا يُضْمِرُ السوءَ إن طالَ الجلوسُ به = عفُّ الضميرِ ولكن فاسقُ النظرِ
و مثله قول نفطويه ( 5 ) :
أهوى النساءَ وأهوى أن أجالسَها = وليس لي في خَنَا ما بيننا وطَرُ
وقول المتنبي :
إنّي على شغفي بما في خُمْرِهَا =  لأعفُّ عَمَّا في سراوِيلاتِهَا ( 6 )
وترى الفُتُوَّةَ والمروءة والأُبُوَّ =  ةَ فِيَّ كلُّ مليحةٍ ضَرَّاتِهَا ( 7 )
هن الثلاثُ المانعاتـي لذّتـي = في خَلْوَتـي لا الخَوْفُ من تَبِعاتِهَا ( 8 )
ومطالبٍ فيها الهلاكُ أتيتها =  ثبت الجنَانِ كأنَّني لم آتِهَا ( 9 )
ومقانبٍ بمقانبٍ غادرتـها = أقوات وحشٍ كنَّ من أقواتِهَا ( 10 )
ومن الشواهد على أن امرئ القيس حالة شاذة في فحشه بذكر النساء، وكلامه عهراً علني غير منطقي، في عصرٍكأي عصرٍ الزمام فيه بيد الشرف والعفة وعزة النفس والشجاعة وحفظ الأمانة؛ فالسموأل بن حيان بن عادياء (11) وهو يهودي الديانة، مضرب المثل في الأمانة،وذلك أن امرئ القيس لمّا بلغه قتل أبيه، ذهب إلى تيماء، ونزل بالسموأل، فسأله أن يجيره، فقال: أنا لا أجير الملوك ولا أطيق حربهم، فأودعه أدراعاً وانصرف عنه  يريد قيصر ملك الروم 0 فيرسل قاتل أبيه رجلاً إلى السموأل كي يطالبه بالسلاح الذي أودعه امرؤ القيس  عنده، فلما انتهى الرسول إلى حصن السموأل  اغلق الحصن دونه 0 وكان للسموأل ابن خارج الحصن يتصيّد، فأخذه المرسول إلى الحارث وهو قاتل حجر أبا امرئ القيس،فقال الحارث للسموأل: ادفع إليّ السلاح وإلا قتلت ابنك، فأبى أن يدفع إليه ذلك وقال له: أسيرك فإني لا أدفع إليك شيئاً، فقتله، فضربت العرب المثل بالسموألفي الوفاء 0 وللسموأل قصيدة يفخر بها باتصافه هو وقومه على قلتهم بالخصال الحميدة، من عزة النفس والشرف وحسن الجوار، والشجاعة، وغير ذلك مما لا حياة طيبة للإنسان دونه، انظر إليها في باب الحكم من هذا الديوان، ومطلعها: 
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه = فكل رداءٍ يرتديه جميلُ
لهذا أقول أن الشعركما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم،" حسنه حسن وقبيحه قبيح "وعلى القارئ أن يميز بين الرديء والجيد والنافع والضارمنه 0 وأن يعمل فكره في تأّمل مقاصده، ويحكّم عقله في معرفة أسبابه وشخصية قائله، فلا يظن أن كل ما قاله قائلٌ  يوافقه عليه غيره 0 أما الصفات الشعرية التي ذكرتها سالفاً عن الشعر، بأنه يعطي مدلولاً أكثر من الكلام غير المنظوم، فذلك يتمثل بالوصف الممثّل بالخيال مثل عن طريق التشبيه كقول أحد الشعراء يصف الموت:
إذا المنية أنشبت أظفارها =  ألفيت كل تميمة لا تنفعُ
فيتميز الشعر عما سواه من الكلام بأنه يصور المعنى بتشبيهٍ يجسّد المقصود منه، وهذا لا يستساغ بالكلام غير الموزون 0 أوبالمدح أو بالاحتجاج بما يصور الموضوع بصورة لها تأثير على نفس السامع، كقول الشاعرة الشعبية ظاهرة الشرارية :
يا عبيد عيو يهتدون السبيله = متكبرينٍ كيف للحق يمشون
الحق ظلمى والمصقل دليله = ولا تنقضي حاجات من يتبع الهون
        وهذا كلام حقيقياً، واقعاً موقع الصدق والتأثير، فالحق ظلام على من يجهل الحق، والسيف ( المصقل ) في هذهالحال التي امتنع فيها خصومها عن الخضوع للحق هو المرشد الذي يري الحق حق والباطل باطل، عند ما يتكبربعض الخصوم، وينقض ما تم من العهود والمواثيق 0 قال تعالى : " فإنَّهَا  لا تَعْمَى الأبصارُ ولكن تَعْمَى القلوبُ التي في الصدور" الحج 46 0 قيل في تفسير ذلك: أي ليس العمى على الحقيقة عمى البصر، وإنما عمى البصيرة، فمن كان أعمى القلب لا يعتبر ولا يتدبر0 فهنا نرى كم يتأثر العامة من الناس بتعاليم الدين الإسلامي، وكم يستطيعون بملكتهم الشعرية الإجادة في الإبداع الشعري، حتى ترى في أشعارهم ما يثير الدهشة والإعجاب من أبياتٍ تحمل معاني كثيرة، في صياغة منسقة موجزة، تفضي بمعانيها إلى فهم السامع دون إسهابٍ مملاً، أو تعقيدٍ لفظي، يعتريه شيءٌ من الركاكة أو الغموض 0 يقول الأمام تركي بن سعود :
يوم أن كلٍ من عميله تبرأ = حطيت الأجرب لي عميلٍ مباري ( 12 )
ويقول أبو تمام ( 13 ) : 
السيف أصدق أنباءً من الكتب = في حده الحد بين الجد واللعب
أي أخالف في بعض الأحيان من يقول: " صديقي بالزمان كتاب، بل السيف أصدق إفهامٍ لمن لا يبصر الحق 0 ويقول آخر إن الشجاعة أعز مكان، والكتاب أخير جليس، وهو قوله:
أعز مكان في الدُنى سرج سابحٍ = وخير جليس في الزمان كتاب
ويقول عبيد الرشيد ، مخاطباً الأمام فيصل بن تركي بن سعود : 
يا شيخ لبّست البزازين الأجراس =  ولا كل من حط الرسن به يقادي ( 14 )
الحكم ما ياتـي بحبرٍ بقرطاس = إلا بضرب مصقلات الهنادي
 إلا بسيفٍ شذرته تقطع الراس= يطوّع الحضران هي والبوادي 

الشعر تعبيرٌ ذاتي
والشعر تعبيرٌ ذاتي لأنه يعكسه الشاعر على نفسه، ثم يصوره، فيحمل غيره على الانفعال العاطفي معه 0 ماعدا شعر المناسبات، الذي هو انفعال عابر، لا يعتمد فيه على الحماس والعاطفة المهيجة إلا بظروفٍ خاصةٍ، وإلا فهو أشبه ما يكون بالخطبة0ولابد للشاعر من تجاربٌ له أو لغيره،يستمد منها معلوماته، ويثري بها ثقافته، على مبدأ الصدق، صدق الإحساس، سواء عاني أم تأمّل واحس 0 ولذلك عناصر منها الفكر والعاطفة والخيال، ولابد للقصيدة من مراعاة جودة الصنعة من حيث موضوعها ومشاعرها، وترتيب صورها، وتنسيق مدلولاتها 0 وللشعر مستهلٌ يسمّى الإجادة فيه براعة الاستهلال، وخاتمة تسمّى حسن التخلص 0 فيجب أن يكون للقصيدة  مستهلٌ دالاً  على مضمونها، ليس فيه تشاؤم، أو صعوبة أو خشونة، وخاتمة ينتقل إليها الشاعر بلباقة، كما ينتقل من غرض إلى غرض دون أن يحس السامع ذلك 0 ومما نلاحظ أن للشعراء بدايات يأخذونها عن بعضهم بصورة تقليدية، كالوقوف على الأطلال، ومسألتها، أو نسبة الشاعر القول  إلى نفسه، أو بإرسال مطية أو سيارة أو بإرقاب رجمٍ 0 ونهاياتٌ تتسم  بالطابع الإسلامي من بداية فجر الإسلام إلى عصرنا الحالي، كالصلاة على النبي، أو نحو ذلك 0 ومما لاشك فيه أن للتقليد دورٌ هامٌ في بناء الشعر، لا التقليد بمعناه المباشر الذي لا يخرج عن المحاكاة والنسخ وغيره من السرقة، والنقل وإنما من حيث النظر إلى أساليب النظم، وأوزان الشعر والمرغوب منها وغير المرغوب، والكلام المألوف، وتحاشى ما سواه من الكلام الذي يعتبر منفراً وسفسفة، بالنظر إلى كثرة تداوله و عامية عرفه، مما يدل على ضحالة ثقافة شاعره، وقلة اطلاعه على سير وإنتاج الأولين، وإبداع من حوله من الأدباء و الشعراء المجيدين، والمسايرة في التجديد في إطار المفهوم الشعبي، الخالي من الغموض والتعقيد، والرمزية التي لا تخدم أي غرضٍ شعري يوجب الاستشهاد بالشعر، إن لم تكن توحي بالإضلال والانحراف عما عليه  سالف الأمة، والتغرير بمن لا يعي القصد، قال عز من قائل: " يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غروراً " الأنعام112 0
         المؤلف/ نافل علي الحربي 01/01/1425هـ          

  حاشة:
( 1 )- امرؤ القيس : انظر تراجم الشعراء من هذا الباب 0 
( 2 )-   كدأبك: مثل عادتك وشأنك 0 أي مثلك 0 أمّ الحويرث: أم الحويرث وهو تصغير الحارث، وهو الشبل أي ولد الأسد 0 أي زوجة ملك الغابة ويوحي بذلك إلى أنه  يستطيع وكما دأب واعتاد عليه بلوغَ زوجات سادة القوم 0أوربما قصد بالحويرث الإشارة إلى أنه ابن الحارث الأكبر وهو قاتل أبي امرئ القيس وملك كندة بعده، ويقصد بذلك هجاءً من باب التعريض 0 قبلَها: تقبيلها 0 أم  الرباب : البياض على التشبيه ببياض الرباب وهو السحاب،أو الرباب الجماعات التي تتكون كل جماعة منها من عشرة 0 وكل المعنيين وارد عنده ، فالمخبيئة ذات رباب أي بياض ، ومضمون سياق كلامه يدل على تفخيم الأمر كقوله أم الحويرث ، وتجاوزت حراسا حراصاً ومعشراً إليها لو يسرّون مقتلي 0
( 3 )- وبيضة خدرٍ: الواو واو رُبّ  للكثرة 0 ورُبَّ للكثرة : قريب من معنى كم الخبرية لا الاستفهامية 0 أي كما لو قال : كم بيضة خدرٍ تمتعت بها 0 بقصد كثير من نوع بيضة الخدر تمتع بها 0 و واو رُبّ: إذا سبق رُبَّ حُذف رُبَ وناب عنه الواو 0 بيضة: فتاة مخبئة، أي يوضع لها حجابٌ في مكان خاص من المحرم، فلا تخرج منه، فلا تتعرض لأشعة الشمس، ولفح الرياح، للافتخار بجمالها وشرفها، وعادةً ما تكون  ابنة شيخ قبيلة 0
( 4 )- العباس بن الأحنف :توفى سنة 808 م،نحو 186هـ0شاعر غزل بغدادي 0له أخبار مع الرشيد0 له ديوان0
( 5 )- نفطويه :إبراهيم ،توفى سنة 935 م0 إمام في النحو وعالمٌ بارعٌ في الأدب ، ولد في واسط في العراق، وتوفى في بغداد0
( 6 )-  شَغَف : الولع وأقصى  الحُبّ0  خُمْر : مفردها خِمَار وهو ما تغطي به المرأة رأسها0أعفُّ : امتنع 0يقول : مع أنني مولعٌ فيما تحت خمارها من وجهٍ جميل إلا أنني لا أفكر بغيره مما لا يحل 0
( 7 )-  الفتوة :الكرم والسخاء0 المروّة : الإنسانية0 الأبوة: الأنفة وعزة النفس، ومن معاني الأبوة  الآباء ، مثل العمومة والخؤولة0 مليحة : فتاة جميلة 0ضرّات :مفردها ضرّة وهي امرأة الزوج0والمعنى : ترى كل فتاة جميلة أن هذه الصفات الحميدة  ، وهي الكرم والإنسانية وعزة النفس شريكات لها فيّ0
( 8 )-  تبعات اللذّة : عواقبها  السيئة0تَبِعات جمع تَبِعة وهي ما يترتب على الفعل من الخير أو الشر 0إلاّ أن استعمالها في الشرّ أكثر0 
( 9 )-  ثبت الجَنَان : ثابت القلب0آتِ : آتي 0بمعنى أجيء حذف من آخره حرف العلّة الياء لأنه مجزوم بلم0أي أتي المقاصد الشريفة السامية على ما يواجهني دونها من هلاك ، وأمتنع عما سواها في حين أنني خلوٌ لا يراني أو يمنعني عنها أحد0
( 10 )-  مقانب : جمع مقنب أي طائفة من الخيل تجتمع للغارة0غادرتها : تركتها0أي رب جيش من الفرسان لقيته بمثله من صحبي ،فتركته قوتاً للوحوش0
( 11 )-  السموأل :شاعر جاهلي يهودي 0صاحب الحصن الأبلق ( في تيماء)، يُضرب به المثل في الوفاء توفي سنة560م حوالي 62 قبل الهجرة0انظر تراجم الشعراء ص33 0
( 12 )-  الأجرب: سيف للإمام تركي بن سعود ، قد دفنه حتى أثر الدفن فيه ، فلما عاد إليه وجده قد جَرِبَ  من الصداء0أي أصبح كالأجرب من الحلأ0      
( 13 )-  أبو تمام : حبيب بن أوس الطائي، توفي سنة845 م0شاعر عباسيّ0انظر تراجم الشعراء0
( 14 )-   البزازين: جمع بزون وهو القط، ويقصد به من يقرأ في صدره على التشبيه0وهو على معنى النصح بعدم أخذ رأي كلّ خطيبٍ ما لم تعرف نواياه ، وهو يعني أن الخطباء بعضهم كالشعراء ، لهم مقاصد خاصة أحياناً ، والله أعلم ، كما أن في معناه إشارة إلى قصة مشهورة للقط والفئران ، عندما اقترح أحد الفئران أن يلبّسون القط جرساً ليسمعوا صوت الجرس فيهربوا عنه ، فقيل له: لكن من يستطيع يقترب من القط فيضع الجرس في رقبته ، ولا يخشى أن يأكله القط ؟0 ومعنى كلامه قريب من معنى قول المعري في رياء بعض العبّاد، وهو قوله:
لعل أناساً في المحاريب خوّفوا = بآيٍ كناسٍ في المشارب أطربوا
إذا رام كيداً بالصلاة مُقيمها = فتاركها عمداً إلى الله أقربُ
وقوله لبّست على معنى دللت وفوّضت ولو لم نكن نعتقد ذلك لقلنا أن معنى كلامه على معنى قول المتنبي: 
ومَن يجعل الضرغامَ بازاً لصيده = تصيّده الضرغام فيما تصيّدا
رأيتُكَ محض الحلمِ في محضِ قُدْرَةٍ = ولو شئتَ كان الحِلْمُ مِنْكَ المُهنّدا
إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكته = وأن أنت أكرمتَ الليئمَ تمرّدا
         
  • اقتبـاس ،،
  • إقتباس متعدد ،،


لا يمكنك الرد على هذا الموضوع لا يمكنك إضافة موضوع جديد

المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
دليل مناهج بعض المجاهل في الأدب والمداهل والمناهل نافل علي الحربي
0 1195 نافل علي الحربي

الكلمات الدلالية
مقدمة ، دليل ، مناهج ، المجاهل ، الأدب ، والمداهل ، والمناهل ،

« لا يوجد| الباب الثاني: المدح »

 










الساعة الآن 01:24 صباحا



  - مراسلة الادارة - مواضيع اليوم (0) - الخريطة (Html - Xml) - الأرشيف -   

damasgate
جميع الحقوق محفوظة لــ ديوان الشاعر نافل علي الحربي
  • نافل علي
  • ديوان نافل علي
  • رابط نصي
  • مؤلفات نافل علي
  • قصائد نافل علي
  • اشعار نافل علي
  • يوتيوب نافل علي
  • تويتر نافل علي
  • انستغرام نافل علي
  • شعر نافل علي
  • قصيد نافل علي
  • الأدب نافل علي
  • المؤرخ نافل علي
  • المؤلف نافل علي
  • الغاز نافل علي
  • مقاطع نافل علي
  • صور نافل علي
  • نافل علي القمامي الحربي
Powered by PBBoard ©Version 3.0.3