بسم الله الرحمن الرحيم
***---***
***---***
من أخبار وأشعارالشيخ الشاعر نافع ابن فضلية
***---***
***---***
الشيخ نافع بن ثامر ابن فضلية،( توفي 1377هـ )، من الكلخة من بني علي، من قبيلة حرب، من أعيان
بني علي من حرب المعروفين، من حاشية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود، مؤسس الدولة
السعودية الحالية، وهو من خاصة الملك المقربين، والذين يعتمد عليهم، بكثيرٍ من الأمور، لأنهم يعرفون
القبائل، وعاداتها، وفروعها، وكل ما يحتاج الملك لمعرفته عن القبائل، لهذا كان يسمى الملك هؤلاء الحاشية
بـ ( المدرسة )، أي المستشارين الذين يتلقى من قبلهم بعض المعلومات التي تفيده، وتفيد الجميع في معرفة
دراسة أحوال الناس،ومعرفة التعامل معهم بما يخدم مصالحهم العامة والخاصة 00
وقد عُرف عن الشيخ نافع بأنه رجلٌ ثقة، شجاعٌ كريمٌ، من خيرة الرجال، وأكثرهم أمانةً، وصدق وفاء،
وسداد رأي، وحسن تصرف 00 توفي رحمه الله سنة 1377هـ 0
وقد خلف أربعة من الأولاد هم: محمد، صالح، عبد الله، وسعد 0
ولكل من هؤلاء الأولاد الأربعة العديد من الأولاد والأحفاد، وكلهم من خيرة الرجال، وفي وظائق مرموقة،
ورتبٍ عالية مشرفة 0
وقد توفي الأولاد الأربعة رحمة الله عليهم، ما عدا سعد بن نافع ابن فضلية، وهو الابن الأصغر، فإنه
لا يزال عائش، متعه الله بطول العمر 0
وقد اشتهروا أولاده هؤلاء بالرجولة، ومكارم الأخلاق، خاصة ابنه الأكبر محمد بن نافع ابن فضلية، رحمه الله،
الذي هو أكثر أخوانه
تردد على قومه، في ديارهم، وكان يقضي بعض سكناه فيها، بينما سكناهم جميعاً في الأساس في الرياض،
وللشيخ محمد ابن فضلية مع قومه تواصلٌ وتزاور مستمر، وكان رحمه الله شديد الحرص على ما ينفعهم،
وكان يسعى لهم بالخير، كما كان مقصداً للكثير من طلاب الشفاعة والمساعدة من جميع القبائل والطوائف،
لما يعرف عنه من مساعي الخير في هذا المجال، فلا يألي جهداً عن كل قاصدٍ يقصده، حتى توفي رحمه الله،
في 17/12/1422 هـ 0
***---***
***---***
والشيخ نافع ابن فضلية فضلاً عن كونه شخصية معروفة، فهو شاعر مجيد، له العديد من القصائد،
التي تتطرق إلى العديد من الأغراض الشعرية المختلفة، التي تتميز بجزالة الألفاظ، وجودة الصياغة،
وتتسم بسمة شدة الانتماء، والاعتزاز بقومه غالباً، مثل قوله، في إحدى قصائده، وهي من أشهر القصائد
شيوعاً مع الناس، وكانت تروى للملك عبد العزيز، ولكن أبناء الملك اثبتوا إنها لنافع، وهي قوله:
وا هني الترف منسوع الجديلـه = ما ضواه الليل دون مغرزاتـي
قاعدٍ بالبيت يبكي عزتـي لـه = يوم شاف ركاب خله مقفياتـي
وردوهن هيت وأخطاه الدليله = والموارد غير الهيت مقضباتـي
روحن مثل القطا صوب الثميله = ضمرٍ تضفى عليهن بالعباتـي
ما ورد في جيشنا مثل الطويله = تورد الضميان لو فيها حفاتي
آه من قلب(ن) على جال المليلـه = لا تذكرت العصور الماضياتـي
عصرمن ينطح مقاديم الدبيلـه = لابتي لا جا نهـار الموجباتـي
دون دين الله نتعب كل أصيله = نبذل المجهود دون مخاشياتي
من تعبث بالفرايض عزتي لـه = تقعده حدب السيوف المرهفاتي
***---***
***---***
وله في قصيدة أخرى في وصف ذكر البروق والتي ربما يعقبها وقوع أمطارٍ على مداهل طرش
( رعايا إبل)، وخيل قومه، وبالذات في أول وقوع الأمطار، وبداية فصل الشتاء،والتمضي حتى
ينجلي البرد، ويظهر العشب، ويدخل فصل الربيع، وهي أرض الدكاك، لأنها دافئة،وفيها أشجار للرعي،
وللدفاء، فيفضلونها على الجلد، والدكاك هي أرض الدهناء أو ما كان من أطرافها، ويسمّى طرفها من جهة
الجلد أي الأرض الصلبة اللغف، فيقول نافع ابن فضلية:
جونا قنوصٍ يذكـرون المخاييـل = يقولون برقـه ساهـرٍ مايباتـي
جعله على الجرعاء يصب الهماليل = منها خبـاري عـون متملياتـي
ومنه الثمامي تمتلي نقرته سيـل = عد الأصيل اللي اسواة المهاتـي
الديره اللي تجمع البل مع الخيـل = ما صار مثله في جميع المشاتـي
مدهال قطعانٍ بها العقّـر الحيـل = ترعى من الفيوان إلى طويمناتـي
نبرا لهن من فوق قبٍ مشاويـل = بنات عودٍ كـل أبوهـن خواتـي
عنها حدينا كل سمـو الرجاجيـل = قولٍ على فعـلٍ صحيـحٍ ثباتـي
***---***
***---***
وله أيضا هذه القصيدة، في مدح قومه، وهو يخيل البروق باتجاه ديارهم، ويتمنى أن تهطل عليها الأمطار،
وينتفعوا من ربيعها، فيقول:
كريم يا برق غـشى ضلع هكران = كن الهنادي سللت في ركونه
متـحدر بامر الـولى رافع الشان = اسقى القصيم وما وطا من عيونه
يسقى من الحبلا الى حد جمران = ووادي الرمه عجزوا هله يقطونـه
عـساه يسقى داركم يابن حمـدان = اللى اليا جاء ضيفـهم يـكرمونـه
عـساه يسقى داركم يابن حمدان = حيث ان ربعى دائما يـدهـلونه
***---***
***---***
وكان نافع -كعادة جلساء الملك عبدالعزيز المختصين به- إذا رافق الملك عبدالعزيز للحج طلب منه بيوتاً
لسكنى جماعته ومعارفه، أما هو فيسكن مع الملك في قصره الخاص.
ومثله مطلق . وكان في الرحلة مطلق بن الجبعاء من مطير من الدوشان، وماجد بن خثيله من عتيبة وغصاب
بن منديل. وقد لام نافعاً بعض أصحابه على هذا الطلب، فقال نافع:
البيت لازم ناخذه يا ابن شلهوب = عوايدٍ نمشي عليها ثباتي
يبي يجي للبيت مطران وحروب = والكل ياتونه ربوعه بداتي
هذا يجي طالب وهذاك مطلوب = وهذا غريبٍ مالقا له مباتي
من لا نفع في قدرته كل منيوب = هذا حسابه من حساب الخواتي
نبي نعز النفس عن كل عذروب = لا بد ما تقصر علينا الحياتي
***---***
***---***
فلما سمع مطلق بن الجبعاء قصيدته رد عليها بقوله:
إن كان جاء للبيت مطران وحروب = مشرعين الباب قدم الصلاتي
عاداتنا نمشي على كل ماجوب = قدم الممات ندور الطايلاتي
وان جاء نهارٍ فيه طالب ومطلوب = يجي لنا مواقفٍ بيناني
ما نتقي الأرواح والاجل مكتوب = دون المقافي ننطح المقبلاتي
قول بغير شهود يصير عذروب = وهرجٍ بلا برهان ماهو ثباتي