عبد الهادي القمامي علي عبد الهادي القمامي
الشيخ علي بن عبد الهادي بن عبد الله بن حسين القمامي العلوي الحربي،
أحد وجهاء وأكابر قبيلة بني علي المعروفين، أشتهر بالشجاعة والغزوات
عقيد لبعض الغزاة من قومه ومن غيرهم، ذاع صيته وأشتهر بالكثير
من الأحداث والمواقف البطولية، التي تخدم قضايا القبيلة، التي عُرف عنه
بها بالكرم، وحماية الدخيل، ومقارعة الأقران، بالشجاعة المنقطعة النظير،
والجحة وقوة البيان 0
ولد في فرتاج، سنة 1336هـ ، وتوفى رحمه الله، في محافظة حفر الباطن،
في تاريخ 19/12/1415هـ 0 وهو من أسرةٍ معروفةٍ بالاستقامة ، وحسن
السمعة، وحميد الفعال، وله مواقف مشرفة، لا تنسى، لأن فيها تمثيلاً، وتجسيداً
للمآثر، والفعال النبيلة، التي يفخر، ويعتز بمثلها كلّ عربي، لا ينخدع بالمبادئ الهدّامة،
ولا تجرفه تيارات الضلال، والإغراء، وبريق الحضارة الزائف، وغير ذلك
من العادات الدخيلة، على ديننا، ومجتمعنا، والتي تلقى للأسف تصديقاً، وتقليداً،
من قبل بعض المنحرفين عن السلوك السوي، ممن يتنكرون لعروبتهم، ويسخرون
من مبادئ، وعادات أسلافهم 0
قضى علي معظم حياته متنقلاً في ربوع البادية، حيث نشأ في كنف والده عبد الهادي بن
عبد الله بن حسين القمامي، وهو من خيرة جماعته، وله بينهم كلمة مسموعة،
وحضرة حسنة، ومن أسرة كريمة، مشهورة بالشجاعة، والكرم، وحسن السمعة،
وقد برز من هذه الأسرة بالشجاعة والشهرة الفارس ضيف الله حسين القمامي، وعلي
عبد القمامي 0
ولأن أفضل ما يوثق القصص ويستشهد به على عليها، القصائد التي تُقال عنها
من الشعراء المعاصرين لها، فيما يلي بعض القصائد، التي قيلت في مدح
القمامات، عبد الهادي القمامي، وابنه وضيف الله القمامي 0
ومما قالته الشاعرة/ غزوى بنت مجاهد العلص الدويعرية العلوية الحربيّة،
في مدح، عبد الهادي القمامي، هذه القصيدة التالية، حوالي سنة 1366 هـ، تقريبا،
وهي قولها:
اللي يبي فاطره ترعا = ينزل لها مع عرب (هادي)
ينزل لها في شرا الجرعا = لا هايفت مع شرا الوادي
كما يقول الشاعر/ بطي رديني عواد السعدي:
أنتي بعيني مثل لون النواوير = وإلا بعيني مثل ذود القمامي
كذلك قال في مدحه الشاعر/ فايز بن فراج البسيس العلوي الحربي:
كريـم يا برقٍ شمالٍ سحابه = نوه مسد وبالمناشي مظلي
كنه خشوم طويق يوم اتقابه = مزنه بعيد وبارقه بينٍ لـي
اللي وراء الهوّه بعيدٍ درابه = وأحال له قبل الضحيه تـهلـي
جعله من الجرعاء شمالٍ ضبابه = ومنها وحدور وصوب وجه المصلي
ديرة أبو جلال يزي جنابه = ذبّاح بالشدّات دقٍ وجلي
يرجي العشاء من شاف ناره وبابه = على الشحم والعيش دايـم يهلـي
وإلى لفانا بالخبر من وطابه = وقال الخباري والقرار امتملي
شد القمامي والرخاء ما حكابه = وخلاّ المراوي في مراحه مفلي
ورعا الغنم بالخرج حطو زهابه = أما هظل وإلا يكبه يولـي
مظهورنا يتلي مواطي ركابه = أما سلف أو رايدٍ ما يملي
وقبل الشهر تسمع تنابح كلابه = بين الغباشه والقسومي محلي
وكم حاجرٍ قفرٍ يغني ذبابه = عليه مقهور الطياح امتدلـي
أبو علي عشب الخطر ما يـهابه = وإلى بغا له ديرةٍ ما يذلـي
قال الشاعر فايز، هذه القصيدة، سنة، 1363هـ تقريباً، حين رأى رفيف
البروق نحو ديار جماعته، وهو حينها ضمن أغلب قومه، في ديار قبيلة قحطان،
نجعوا إليها طلباً للرعي، وجاوروهم في إحدى مواردهم والمسمّاة
الجويفاء، مدة سنتين، فيطمع أن تكون تلك البروق التي يخيلها على
ديار قومه، ويتمنى أن يأتيهم مَنْ يخبرهم بسقوط الأمطار عليها،
فيرحلون إليها، ممثلاً ذلك برحيل عبد الهادي القمامي، والذي هو من
خيرة قوم الشيخ عبد المحسن الفرم المعروفين، وخلصائه المقربين،
قاصداً البشوك في الشمال، وبالفعل تم ما تمناه الشاعر، وكان
عبد الهادي القمامي أول من رحل، هو من معه 0
ومن القصائد التي تدل على علو شأن عبد الهادي القمامي، وأخيه خلف القمامي،
الأبيات التالية، لشاعر من المريخات من مطير، قالها، عند ما رأى وقوع
سوء تفاهم بين عبد الهادي وبعض القوم، عند فرزات الماء، في القيظ،
وهو ومن معه من قومه، يقطنون على آبار ليست من آبارهم:
لاوا حسـافه قصـرهم للقمامات = بالعون ما هم من صعور الرجالي
أبو علي لاجا الركايب مشيحات = متـنحراتٍ للشـحم والظـلالي
وخلف إلى ذكرت رجال المروات = متكمـلٍ بالطـيب مـن كل حـالي
أي أسف لكون وقوع هذا الخلاف بين هؤلاء القوم بين القمامات بالذات،
وقوله ( قصرهم للقمامات ) أي كونهم قطينا على عدٍ واحد 0
ويقول أحد الشعراء:
شد القمامي وابن جضعان = ولا عقب الأجواد مقعادي
أبو علي مقدم الأظعان = يقدا الظعن والله القادي
يبون ربيعٍ منا البدوان = ريفٍ رفاعه مع الوادي
ابيوتهم بالرفاع تبان = يفرح بها كل نشادي
فيها المسايير والضيفان = وسقمٍ على الضد والعادي
من أخبار علي القمامي: أتى في أحد الأيام من قيظ سنة 1367هـ، أهل ركبٍ يبدو إنهم خدامٌ،
فأستاقوا إبل قعدان محمد بن جضعان الفريدي الحربي، من عند بيته،
وهو وقومه الجضعان، قطين على جروة، وهي بئر لعبد الهادي القمامي،
وأولاده، فرأهم علي القمامي، فاعترض طريقهم قائلاً:
البل هاذي وين أنتم مودينها ؟ ( إلى أين تذهبون بهذه الإبل ؟ ) 0
قالوا: البل لهاللحيه الغانمه معنا عندنا أمر بمصادرتها، لأنه آخذاً إبلاً لغيره 0
( الإبل هذه لدينا أمرٌ من الدولة بمصادرتها، لقاء سرقة إبلٍ أخرى من قبل هذا
الرجل الطيب، مالك هذه الإبل ) 0
فقال علي القمامي: هذا لو له إباعرٌ مثل هاذي ما سرق حلال الناس 0
( هذا الرجل الذي تزعمون إنه صاحب هذه الإبل لا يملك إبلاً كهذه الإبل
التي تغني صاحبها عن أن يورط نفسه بأخذ شيءٍ من حلال الناس ) 0
قال الخدام: أجل البل من هي له ؟ ( إذن لمن تكون الإبل ؟ ) 0
قال علي: ابل لأيتامٍ وأراملٍ من بنيخيه 0 ( هذه الإبل ملكٌ لأيتامٍ،
وأراملٍ من ذويه ) 0
قالوا الخدام: وليه يقول لي ؟ ( لمَ إذاً يقول إنها ملكي ؟ ) 0
قال علي: يحسبكم لا اخذتوا أباعر المساكين اطلقتوه من السجن0
( يعتقد أن قوله هذه الإبل ملكي يجعل له مخرجاً من السجن ) 0
قالوا الخدام: وهم ليه ما يقولون الإبل لنا ؟ ( وأصحاب الإبل لِمَ لا
يقولون الإبل إبلنا ؟ ! ) 0
قال علي: وهم يقدرون يقولون للدولة البل لنا ؟ أنا لو هي لي ما قدرت
أقول للحكومة البل لي خايفاً من الحكومة ! ( هل يستطيع الأيتام والأرامل
أن يقولوا الإبل لنا ؟! أنا لو كانت الإبل ملكي لما استطعت أن أقوال لرجال
الدولة الإبل لي، مخافة أن تعاقبني الدولة ) 0
قالوا: والله ما ندري 0
قال علي: أنا اللي( الذي) أدري، فدعاهم للقهوة، وذبح لهم وليمة غداء،
وأخذ الإبل وأعادها إلى أهلها، إلا بعيراً أو بعيرين، أتى به وسلمه للخدام،
وقال لهم: يقولون أقاربه هذا ما يخصه، فأخذوه وذهبوا 0
وبعد خروج الشاعر قعدان من السجن، قال القصيدة التالية، يمدح فيها القمامات:
يالربع هيا نبي المسيار = هيا معي للقماماتي
الحاضر منهم يشب النار = ويقلط دلالٍ عذياتي
اللي غوى بينهم مختار = أهل الصخا والمرواتي
للجار مثل الحيا وأمطار = مثل الليال المريفاتي
يا علي يا مرذي المعطار = ودك على فايتٍ فاتي
ودك على حرّزٍ ضمّار = تأخذ على الهجن صيحاتي
قاسٍ على المرجله صبّار = تضرب مدارك وشوحاتي
وإن كان عج الثميدي طار = وضاقت على كل شماتي
عطو خلف صنعة البيطار = لا صار للعذل لوذاتي
وللشاعر قعدان ابن جضعان أيضاً:
بيتهم قرنين ولا لي به اظلالي = وان وقفت كلابهم هديت عليه
قوه للقمامات زين المباني = ذابحين الحيل يوم المعسريه
علي القمامي يقتل 39 رجلا
في الزمان الماضي زمن عدم توفر دول، كما هي الحال بعصرنا الحالي، زمن البطولات، التي قوامها الشرف والشجاعة، وفي ذلك الزمن، يعرف الفرق بين الرجال، من رجلٍ يعتمد عليه بإنجاز المهام، لشجاعته، وسلامة عقله، ومعرفته لما له وما عليه، ومن رجلٍ لا يتصف بصفات الرجولة، فلا يعتد به، ولا يعتمد عليه بأي حالٍ من الأحوال، في ذلك الزمن كان علي بن عبد الهادي بن حسين بن خنفر بن مليح القمامي العلوي الحربي، يقوم مقام أمير قومه، في البادية، عندما كان أميرهم عبد المحسن بن صنيتان الفرم، قد هجر البادية، وبنى هجرته قبة، التي هي من أقدم هجر البادية، وتحضّر هو وبعض قومه فيها 0
بالإضافة إلى ما سبق أن ذكرته من قصص علي القمامي سأذكر هنا بعض القصص، التي لم أتطرق إليها سابقاً، ألا وهي أنه قتل في ذلك الزمن 39 رجلاً، في أزمنةٍ وأمكنةٍ مختلفة، ولأسباب أهمها الدفاع عن المال ( الإبل ) والعرض 0
من هؤلاء الرجال رجلٌ قتله علي دفاعاً عن نفسه، وذلك عندما أمره والده عبد الهادي القمامي، بالذهاب ليبحث عن ناقةٍ ضالة، فركب ذلولاً وعلّق بندقيته على غزال الشداد الخلفي، وفي اثناء بحثه قابل رجلاً غريباً، فسأله الرجل قائلاً : وش
عندك ؟ ( ما لديك ؟ )، فقال علي أدوّر ناقة غادية ( ابحث عن ناقةٍ ضالة )، فقال الرجل : أنا بعد مثلك دوار ( أنا أيضا أبحث عن ضوال )، وفي ذلك الأثناء انتهز الرجل غفلة علي، فانتزع البندقية، وكانت البندقية معبأة بخمس طلقات، فأحس علي بأخذه للبندقية، فألتفت إليه فإذا به يهم بوضع الطلقة ببيت النار ليقتل علي، فاخذ علي مسدساً كان قد وضعه في مخبأة جبته، فرماه فقتله 0
ومن هؤلاء الرجال عشرة قتلهم في الدفاع عن الإبل، وأثنان عن مورد الإبل، وعشرون رجلا قتلهم دفاعا عن العرض 0
فمن هؤلاء الرجال سبعة قتلهم بالدفاع عن إبله، وعن نفسه هو وأخيه صالح بن عبد الهادي القمامي، عندما كانا هثيلاً في العراق، وذات ليلةً في أثناء نومهما، هجم عليهما سبعةٌ، وحجزوهما، فأدار ظهره لأخيه صالح، وقال فكني، ففكه، فكان من حسن الحظ ان الحنشل ( اللصوص )، لم يأخذوا بندقيته، فلما رأوه قام إليهم تفرقوا داخل الإبل، فأخذ يقتلهم بعون من الله، الواحد بعد الآخر، وغنم بواريدهم 0
وفي يوم آخر أتى إليهما شخص فضرب علي على خده، وقال: هات البندق، لما رآه صغيراً وظن انه سيخاف منه ويسلمه بندقيته، فيأخذها ويأخذ الإبل، ولكن علي ضربه على صدره بطلقةٍ قتلته، وغنم مسدسه، وفي اليوم التالي، رأى علي رجلين أقبلا عليهما ثم اختفيا، فظن انهما، جاءوا لينتقموا لصاحبهما، الذي قتله بالأمس، ولما مضى الهزيع الأول من الليل، أتيا، فلما رآهما علي قتلهما، وفي الصباح، غنم بارودتيهما 0
أما الثلاثة الذين قتلهم علي، عند الورد على الماء، فقتل كل واحد منهم، في زمنٍ مختلفٍ ومكانٍ مختلف زمان ومكان الآخر، وذلك عندما أراد كل منهم منع علي من الورد على الماء، وتكلم على علي بكلامٍ سيءٍ لم يتحمله 0
أما البقية وهم خمسة وعشرون رجلا، فتم قتلهم دفاعاً عن الشرف، وكانوا العرب، لا يطالبون بدم المقتول عند الشرف، حيث قتلهم واهلهم يرونه، ويتسامحون معه، وكل شخصٍ يقتله وحده، بزمنٍ مختلف ومكان مختلف، أي كل شخص له قضية مختلفة عن قضية الآخر 0
الجدير بالذكر ان هذه القصص من القصص التي تعتبر من المعجزات، والتي لا تحقق إلا بمشيئة الخالق جلّ وعلا، وتدل على ان العرب تنزّل مَن يقوم بفعل هذه البطولات منزلة الرجل القدوة، صاحب الهيبة، والذي يستحق الاحترام، كما ان في هذه القصص درسٌ وعبرةٌ لأنه لا ثأر لمن يعتدي على الأموال أو الأعراض، سواءً بعيد النسب أو قريبه 0
كانت هذه الأحداث في أوّل عمر علي عبد الهادي القمامي العلوي الحربي، حيث ولد عام 1336 هـ، وتوفي عام 1415 هـ 0
لعلي القمامي العديد من القصص التي لا يتسع المجال لذكرها، والتي يمكن
الاطلاع عليها في ( ديوان المجموعة الظريفة من نوادر الأشعار الشعبية والروايات
الطريفة )، تأليف/ نافل علي الحربي، وكذلك بعض القصص الأخرى، التي يمكن
الاطلاع عليها منشورة ببعض المنتديات 0
من أخبار علي بن حسين القمامي العلوي الحربي
****
اشتهر من عائلة القمامات العديد من الفرسان، مثل علي بن حسين بن خنفر بن مليح القمامي العلوي الحربي، ولد عام 1297هـ، وقتل عام 1316هـ، وعمره تسعة عشرسنة، وهو غير علي بن عبد الهادي بن عبد الله بن حسين بن خنفر بن مليح القمامي، وعم عبد الهادي القمامي أبو علي الذي له أيضا أخبار وقصص ومواقف عديدة، وأخو ضيف الله بن حسين بن خنفر بن مليح القمامي، والذي له الكثيرمن أخبار الفروسية، ومن أخبار فروسيات علي، انه رد إبل لرجلٍ من بني علي، أعتدى عليها غزاة فأخذوها، فلحق بهم علي، وقتل منهم تسعة رجالاً، ورد الإبل 0 وفي ذات يومٍ آخر أغار على إبل رجلٍ من بني علي أيضا قومٌ، فاخذوها، فلحق بهم علي وخلص ّص الإبل منهم، بعد أن قتل ستة رجال، وقطع رجل السابع، بضربةٍ قطعت رجله، وقتلت رحالته، ولم يبقَ منهم سوى اثنان، فكان علي يحاول قتل أحدهما، فأتاه الثاني من الخلف، فضرب عليَ بسيفه على عنقه، وارداه قتيلاً 0
ومن طريف القصص ان الشخص الرجل الذي قطع عليُ رجله، أخذه أهل علي وعالجوه، حتى طاب جرحه، وأعطوه قعودأ
حراً من أنجب الهجن، ليذهب إلى أهله عليه 0
كما أشتهر أيضا من أسرة القمامات الفارس المعروف ضيف الله حسين بن خنفر بن مليح القمامي، أخو علي بن حسين، المذكورآنفاً،
ولضيف القمامي بعض القصص المنشورة ببعض المنتديات، يمكن لمن أراد
الاطلاع عليها، ان يبحث عنها في هذه المنتديات، والتي من أهمها، حادثة
الأنجل عام 1211 هـ، والتي وقعت بين بعض بني علي وبين غزوٍ من قبيلة
عتيبة، قتل فيها الفارس ضيف الله القمامي الشيخ هندي بن محمد بن هندي
ابن حميد، بعد قتلوا عتيبة رجل من عشيرة الخميل من المشارطة،
وقد قال في هذه المناسبة الأمير الحاكم في ذلك الوقت محمد العلي الرشيد
( قمه القمامي يا حمود )، حيث اصبح قوله مثلاً يردده الكثير، كما أن
لضيف الله القمامي قصة أخرى معروفة عند روات بني علي، هي أن أخذ جيش وسلاح
غزية من الروقة عقيدها الشيخ أبو سنون الحبردي 0 وذات يومٍ سمع بأن إبل رجلٍ من قومه بني علي أغار عليها أهل ركبٍ فأخذوها، فركب ضيف الله حصانه، ولحق بهم وقتل منهم رجلين، فروا البقية هاربين، تاركين الإبل، فرد الإبل إلى صاحبها 0 ولضيف الله القمامي، مواقفٌ حاسمة في انهاء بعض الخلافات الداخلية 0
كلمة لا مهرب منها:
الجدير بالذكر ان الحميد شيوخ قبيلة عتيبة، وهم من أشهر شيوخ القبائل، وقد قال عنهم الأمير محمد بن عبد الله الرشيد، الحاكم آنذاك، عندما قابله الشيخ عبد الله الفرم: " تدرون انكم يا حرب ذبحتم حاكم، ما ذبحتم شيخ قبيلة، تدرون انني أجمع الجموع وأفرس فرسان القبائل، تحت هالبيرق، وأغير عليه هو وربعه ثلاث مرات، ويكسروننا "
والحقيقة ان ابن حميد كما قال ابن رشيد وزيادة، فقد سمعت عنهم ما لم اسمعه عن غيرهم، من أن عندهم منقية جيش، ومنقية خيل، كما هي حال عند الحكام، ويأخذون الرتاعة على كل قبيلة تربّع في ديار عتيبة، ولهذه الأسرة العديد من البطولات المؤرخة بالعديد من كتب التأريخ 0
ومن أجمل ما قيل من القصائد التي تجمع بعض أخبار ضيف الله والوالد علي،
قصيدة مدحٍ، وجهها إلي الشاعر/ نافع هجاج قيران الجحشي العلوي الحربي، قالها
رداً على قصيدة وجهتها إليه، قوله:
شكراً يا ابونايف والله يعافيك = شيكك وصلني واكتمل في حسابه
كل الرخوم رخوم تسلم اياديك = تكرم عن اللي ما يثمن جوابه
شاعر واديب وجعل ربي يهنيك = كلٍ قرأ لك واحتفظ في كتابه
الطيب ساسك من قديمٍ بأهاليك = قدامك اللي ما يعرف المهابه
قمامات يوم الخيل وعيشة صعاليك = كم فارسٍ خلوه وسط الضبابه
يشهد بها الانجل وهذي بعد ذيك = خلوا عقيد القوم تشبع اذيابه
ثار الفتيل وجهزوا بالمشاويك = مضرابها بالشيخ من حد كابه
عند الرفيق يبيع نفسه ويرضيك = والجار عيوا لا تصادر اركابه
وجهت لك بيتٍ وانا فيه اجاريك = امدح به الطيب واحسب حسابه
وللشاعر عضيب بن هليل، في ذكر وقعة الأنجل، قوله من قصيدة له:
نهار الأنجل شيخكم من غدا به = عند القمامي فوق بنت العبيه
وهذه قصيدة للشاعر/ صالح نافل علي القمامي، يعتز بها بأنه ابن أديب، وجده شجاع معروف،
وله قصص تعدد مناقبه، ومآثره، التي تعتبر من التراث المجيد، الذي يرويه جيل بعد جيل،
لما فيه من مفاخر لكل عربي يفخر بأفعال ومحامد العروبة، التي تعتبر أسوة ومجد لكل من يفخر
بمآثر وخصال العرب، ويحرص على حفظها وروايتها في مجالها، وهذه القصيدة ليست إلا
عبارة عن واجباً من واجبات الأباء والأجداد على أبنائهم، وأحفادهم، في سبيل حفظ أفعالهم
وخصالهم النبيلة:
أنا ابن أديبٍ من سمع طرياه شاش = وجدي بتأريخ العرب ذكره دليل
لا كبرت القالات أو طال النقاش = عاداته يحسم الأمر ويفك الدخيل
عوق الظلوم إلى نفخ ذربه وطاش = يسقيه من عقب العيا حزنٍ طويل
كم واحدٍ خلاه ودماغه طشاش = خلاه لسباع الخلا دمه يسيل
يوم المراجل والمغازي والمهاش = عقيد غزو ويتبعه سلفان جيل
وللشاعر نافل علي القمامي، في والده علي عند ما كان منوماً في المستشفى: من المرض يا أبوي الله يعافيك = هو الذي لا أراد يقدر على اشفاك اطلب من الله في حياتك يهنيك = ويجعل جنان الخلد لا مت ماواك لو تنفدي بالعمر والله لافديك = ما أشوف للدنيا طراوه بلياك يفرح بك المظلوم كان التجأ فيك = ينسا الخطر والضيم لا لاذ بـحماك وعند الشداد يلتجي بك معاديك = لا حدّته سـمر الليالي تنصّاك تاصل مواصيلٍ بعاد وتـهاليك = مداركٍ كم دستها والله انـجاك كم عزبةٍ شلعتها في مغازيك = لو دونـها سبل المهالك والادراك تاطا المخاطر ما تضعضع هقاويك = والخوف ماله هاجسٍ في خفاياك وكم قالةٍ حليتها في مساعيك = تحلها وكلٍ يطيعك ويرضاك غيثٍ مغيثٍ ما تعدد حسانيك = جزلٍ كريم كاملاتٍ مزاياك
وله فيه ايضا:
يا أبوي لو رحنا ترا القلب ويّاك = وجميع شيءٍ حاسبينٍ له حساب
نحث لك هذا ونزهم على ذاك = واللي ما نلقا بطيب نلقاه بحساب
نجهد بـمطلوبك ومطلوبنا ارضاك = وعلى رجاء اللي من ترجاه ما خاب
ما ينّسي ولا يمكن إهمال شرواك = واللي يقول أنّا نهمّلك كذّاب
يفداك من هو بالدواوين نـمّاك = نقّال هرجٍ للعراقيب شذّاب
واللي تحطي بالسعه عند يـمناك = وعند اللزوم يغيب ما يسد ميزاب
اسال من عندي مماتك ومحياك = يتوب عليك انه غفورٍ وتوّاب
ويجعل جنان الخلد دارك ومثواك = بجنات عدنٍ مع محمد والأصحاب
لأجل الضيوف وعابر الدرب يلقاك = ومقدرٍ عند الأقارب والأجناب
بيتٍ بكسره تعلق الحيل باشراك = منـزال بيتك بالشفا تقل نعّاب
ولا تتقي لا صك بالنـزل صكّاك = ومن حولها تلقا كما حذف قصّاب
شكل الشكاله والمهابه مزاياك = تواجه القالات وتحل الأنشاب
عطاك ربي قلبٍ جسرٍ على اعداك = وفضلك بالهيبه عليهم ولا تهاب
واللي يجرّب قوته ويتحداك = يصير خاتم باصبعك عقب الأدّاب
ولا تقبل الميله لهذا ولا ذاك = سمٍ لمن عاضب وبلسم لمن طاب
لو كان غيرك حل به بعض ما جاك = لو ان قلبه من صليب الصخر ذاب
يا قوّ قلب اللي شبل بك وخاواك = وضرب مناهيجك وطرقك ولا شاب
يا نعم في هادي رجع لك ونجّاك = يوم انها تقطعت عنك الأسباب
الخوف ما حدّه وقفا وخلاك = أنا اشهد انه من عريبين الأنساب
من لابةٍ لا صار للدم سفّاك = ما يضام من هم له مصافين وأقراب
ما شح في عمره بغمرات الادراك = وحديتهم عن طرشهم وأنت منصاب
وشالك يوم انك تشعل النار باعداك = من شأن ما يفرح عدوٍ وسبّاب
بين الرمي والليل هو كيف يلقاك = هو كيف جا لك راضٍ الموت منساب
يوم أن رمايك يحسب انه اخطاك = ساعة تفادا ذبحته وأنت منصاب
من دون غيرك ترخص النفس برضاك = وكسبت ثلاث من الرعايا بلا أنشاب
وللشاعر/ خالد محمد البيضاني، هذه القصيدة، يخطاب بها نافل علي القمامي:
يا سلامي على اللي له بقلبي معـزه = عملةٍ ما تفرط لو تطول الليـالـي
من بيوت على الدين انبنت و المعـزه = حرب للحرب تاريخ من اول وتالـي
مسندي هو عضيدي يالجـناب المنزه = منزلك بالسماء بين النجوم العوالـي
يا علم فوق راس طويق أبيض نـرزه = هيبـتـك هيبة أصحاب السمو والمعالي
وللشاعر/ حسين مسفر الشاماني العمري الحربي، هذه القصيدة، يخاطب بها نافل علي القمامي:
سلام مني يا حصان الاطاليب = يا طيب المبدا عزيز المقامي
لو كان ما يكفي ردود ومكاتيب = مار انها تعبير قولة سلامي
منزهه عن كل شاذوب ومعيب = ومطيبه بالطيب لابن القمامي
والله ما ارجي من وراها مكاسيب = إلا التحيه يا كبار المقامي
افخر بكم واعتز والفآ التراحيب = وختامها يا الشيخ زود احترامي
وللمزيد من الاطلاع على أخبار علي القمامي، انظر إلى ( من أمثال بني علي )، و( من هجينيات بني علي القديمة )، و( دليل الرواه واكليل السراه ) من هذه المنتديات
بعض صور الوالد علي عبد الهادي القمامي
مع أخيه صالح عبد الهادي القمامي وحفيده محمد ضيف الله محمد ضيف الله القمامي
مع ابن اخته متعب عبد الله ابن دهيم
في مجلسٍ في بيت شعر
علي بدون بشت وبدون عقال
ويقول الشاعر والمؤلف نافل علي القمامي:
لو كل زلة خبل تحرق لنا جاش = ما شفتنا نمشي على الارض ونعيش
يا ما تخطتنا الخطايا من اللاش = بلا سبب ونغضي اغضاي الدراويش
ما هي بساعة هوش هايش وهواش = يوم العذارا يرفعن اللواليش
سوالفٍ سهمة مغاليل واوباش = اهل العلوم الخايبه زمرة الطيش
حنا مراجلنا نظيفه كما الشاش = مجدٍ نقيٍ ما دخل فيه تشويش
يوم الظفر دون المكارم والأدباش = بكسب الطوال وجدعنا للمداغيش
وللشاعر والمؤلف نافل علي القمامي ايضاك: حنا الى عدت افعال القبايل = لنا على العليا أمجاد وبطولات يوم الرجال وذكرهم بالفعايل = فعل الشجاعه والكرم بالملمات يحسب لنا عند الفخر بالاوايل = رجالنا لو مات بالذكر ما مات يوم الفعايل فوق قب الاصابل = من غير نقصٍ في جميع السموات